موت السيدة ماجنتي المستأجر المراوغ‎
موت السيدة ماجنتي المستأجر المراوغ‎

موت السيدة ماجنتي المستأجر المراوغ‎

اجاثا كريستى
غير متوفر حالياً
1,020 دج
لا توجد ضريبة

 
خرج هيركيول بوارو من مطعم فيلي جراند مير في حي سوهو. لقد شمر أكمام معطفه بدافع الظهور بمظهر الحكمة، وليس الضرورة، إذ لم يكن الجو باردًا للغاية في تلك الليلة. "ولكن في عمري هذا، لا يتحمل المرء أية مخاطر"- هذا ما اعتاد أن يقوله بوارو. كانت عيناه تعكسان متعة هادئة، فوجبة الإيسكارجوت التي تناولها في مطعم فيلي جراند مير كانت لذيذة. لقد كان هذا المطعم القذر الصغير اكتشافًا حقيقيًّا. وعلى نحو تأملي، مثل كلب تناول وجبة دسمة جيدًا، حرك بوارو لسانه حول شفتيه، ثم سحب منديلًا من جيبه، ومسح برفق شاربه. نعم، لقد تعشى جيدًا... فماذا بعد ذلك؟ تباطأت سيارة تاكسي عابرة تدعوه للركوب، فتردد بوارو للحظة، ولكنه لم يبد أية إشارة. لماذا يستقل تاكسي؟ ففي جميع الأحوال، سيصل إلى المنزل في وقت مبكر جدًّا عن موعد نومه. ثم تمتم بوارو إلى شاربه قائلًا: "يا للأسف، إن الشخص لا يستطيع أن يأكل سوى ثلاث مرات في اليوم...". أما بالنسبة لشاي ما بعد الظهيرة، فقد كان وجبة لم يألفها قط. وقد فسر ذلك قائلًا: "إذا تناول الشخص شاي الساعة الخامسة، فإنه لن يتجه لتناول وجبة العشاء ولديه النوعية المناسبة من العصارات الهضمية المتأهبة. ودعونا نتذكر أن العشاء هو الوجبة الأهم في اليوم!". وكذلك لا تناسبه قهوة منتصف النهار، ولا يتناول الشيكولاتة والكرواسون على الفطور، ويتناول وجبة الغداء في الساعة الثانية عشرة والنصف إن أمكن، ولكنه بالتأكيد لا يتناول الغداء بعد الساعة الواحدة، وفي النهاية يصل إلى القمة: العشاء! تلك هي الفترات الحافلة في يوم هيركيول بوارو. لقد كان دائمًا الرجل الذي يأخذ معدته على محمل الجد، وهو يجني ثمار ذلك عند تقدمه في العمر. إن تناول الطعام الآن لا يمثل متعة مادية فحسب، وإنما يمثل كذلك بحثًا فكريًّا. وبالنسبة لأوقات ما بين الوجبات، كان يقضي الكثير من الوقت في البحث عن مصادر محتملة للأطعمة الشهية وفحصها. وكان مطعم فيلي جراند مير نتاج أحد تلك الأبحاث، وقد حصل فيلي جراند مير للتو على ختم اعتماد الذواقة هيركيول بوارو. ولكن الآن، للأسف، كان عليه قضاء المساء بأية حال.
دار النشر
جرير
عدد الصفحات
234
HDJ3897
تمت إضافة الكتاب إلى قائمة المفضلة
Product added to compare.