سلة الشراء
لا توجد أية عناصر أخرى في عربة التسوق
قراءة العقول بسرعة و سهولة
ريتشارد ويبسترهل حدث أن خمنت من قبل هوية الشخص الذي يتصل بك قبل أن ترد على الهاتف؟ وهل تعرف أحيانًا ما سيقوله شخص ما قبل أن يقوله؟ وهل تدرك أحيانًا حقيقة مشاعر شخص ما، حتى حينما يحاول إخفاءها؟ وهل حدث أن أديت مهمة صغيرة، ثم قال لك أحدهم: "كنت على وشك أن أطلب منك أن تفعل هذا؟". إنني على يقين من أنك مررت بهذا؛ لأن جميعنا في الواقع نقرأ الأفكار.
على مر التاريخ، سجل الكثيرون تجاربهم الروحية، وينطوي عدد كبير من تلك التجارب على التواصل بين عقلين؛ أشخاص يتلقون أفكارًا يبثها لهم آخرون. وهناك مثال موثق جيدًا، وهو ما حدث لرجل الدين "صامويل ويلبرفورس" (١٨٠٥-١٨٧٣)، الذي كان مشهورًا بمعارضته لنظرية التطور لـ"تشارلز داروين".
وذات يوم، وفي أثناء عقد "ويلبرفورس" اجتماعًا مع مجموعة من رجال الدين، رفع يده إلى رأسه فجأة وقال: "أنا متأكد من أن مكروهًا قد وقع لأحد أبنائي"، وقد شهد هذه التجربةَ عددٌ من الأشخاص، وكتب رجل الدين مشاعره، وبيَّنَ خوفه من حدوث "مكروه" لابنه لاحقًا في ذلك اليوم. ولاحقًا اكتُشف أنه في اللحظة نفسها، كسرت ساق ابنه الأكبر "هيربرت" في حادثة في عرض البحر1.
لحسن الحظ، لم يكن الحادث مميتًا، ولكنه أحد الأمثلة النموذجية لشخص يبعث برسالة تخاطرية إلى أحد أصدقائه المقربين، أو أفراد عائلته في لحظة أزمة أو ألم.
في طفولتي، اعتدت أن أحدق إلى مؤخرة رأس الولد الجالس أمامي في الفصل الدراسي، راغبًا في أن يدير رأسه لي. وفي كل مرة، لم تكن تمر دقيقة أو دقيقتان حتى يدير الولد رأسه وينظر إليَّ وعلامات الحيرة على وجهه. وحينما أنجح، كنت أنقل تركيزي إلى شخص آخر، وأستمر في فعل هذا حتى تنتهي الحصة. وفي السنوات التالية، قابلتُ كثيرًا ممن أخبروني بأنهم كانوا يفعلون الشيء نفسه في أثناء الحصص المملة، وقد تكون واحدًا من هؤلاء.
لم أكن أدري أن الكبار يسلون أنفسهم بطريقة مماثلة حتى قرأت ما كتبه الروائي الإنجليزي "جيه. بي. بريستلي" (١٨٩٤-١٩٨٤) عما فعله في إحدى حفلات العشاء المملة مع بعض الشعراء في نيويورك؛ حيث قال "جيه. بي" للجالس جواره: "أنوي أن أجعل أحد هؤلاء الشعراء يغمز لي"، واختار سيدة تبدو عليها الجدية لهذه التجربة. وبعد التركيز دقيقة أو دقيقتين، أدارت تلك السيدة رأسها فجأة وغمزت له. وفي وقت لاحق من تلك الليلة، اعتذرت له قائلة: "كان هذا تصرفًا اندفاعيًّا أحمق"2.
يمكنك إجراء هذه التجربة التخاطرية في أي مكان ما دام هؤلاء الأشخاص موجودين في المكان نفسه. اختر أحد الأشخاص الذين لا يواجهونك، وقم بالتحديق إليه ثم ركِّز إرادتك على جعل الشخص يلتفت أو يلمس أذنه أو يقوم بأي فعل بسيط. إذا فعلت هذا في مكان يشعر فيه الشخص بالهدوء والاسترخاء، فسوف يستغرق الأمر عدة دقائق حتى يقوم ذلك الشخص برد الفعل الذي تريده. أما إن جربت هذا في مكان لا يشعر فيه الشخص بقدر كبير من الأمان، مثل محطة قطار أو شارع مظلم، فسوف تحصل على رد الفعل من ذلك الشخص بصورة أسرع. كما أن الأشخاص المتوترين بطبيعتهم يستجيبون بشكل أسرع من أولئك الواثقين بأنفسهم ممن يشعرون بأنهم يسيطرون على كل المواقف.
يمكنك أن تعكس هذه التجربة. بمعنى أنه إذا كنت في مكان عام وشعرت بأن هناك من ينظر إليك، فالتفت بأسرع طريقة ممكنة لترى إن كان هناك من يحدق إليك.
- دار النشر
- جرير
- عدد الصفحات
- 224
HDJ3983
No reviews