المرونة العاطفية
المرونة العاطفية

المرونة العاطفية

سوزان ديفيد
أطلق العنان لنفسك وتقبل التغيير وازدهر في عملك وحياتك‎
متوفر
2,090 دج
لا توجد ضريبة

 
بينما نمضي في دروب حياتنا، لا يتاح أمامنا سوى القليل من الطرق التي يمكننا من خلالها معرفة المسار الذي علينا اتخاذه أو الذي ينتظرنا. ليس هناك منارات تحمينا من الاصطدام بصخور علاقاتنا الشخصية، ولا نحظى بجنود مراقبة في مقدمة سفينة حياتنا أو رادار في برج المراقبة لمشاهدة المخاطر المحجوبة التي قد تُغرق خططنا المهنية. بدلًا من ذلك، لدينا مشاعرنا - أحاسيس كالخوف والقلق والفرح والابتهاج - وهي نظام كيميائي عصبي يتطور ليساعدنا على الملاحة في التيارات المعقدة في الحياة. المشاعر، بدءًا من الغضب الجامح وحتى الحب البريء، هي ردود أفعال جسدية فورية إزاء الإشارات التي تصدر من العالم الخارجي، فحين تلتقط حواسنا معلومات - إشارات خطر أو تلميحات للاهتمام العاطفي أو الدلائل على أننا مقبولون أو مستبعدون بين نظائرنا - فإننا نتأقلم جسديًّا مع هذه الرسائل الواردة؛ حيث تتسارع دقات قلوبنا أو تتباطأ، وتنقبض عضلاتنا أو ترتخي، ويتركز انتباهنا العقلي على الخطر أو ينسجم مع حميمية الرفقة الموثوق بها. تحافظ هذه الاستجابات الجسدية "المدمجة" على تناغم حالتنا الداخلية وسلوكنا الخارجي مع الموقف المطروح، ولا تساعدنا على النجاة فحسب بل على الازدهار أيضًا، وكما حدث مع أورايلي، الضابط البحري بالمنارة، فإن نظام التوجيه الطبيعي بداخلنا، ذلك الذي تقدم عبر التجربة والخطأ خلال تطورنا عبر ملايين السنوات، سيكون أكثر إفادة بكثير حين لا نحاول مقاومته. لكن هذا أمر لا يسهل القيام به دائمًا؛ لأننا لا يمكننا الاعتماد على مشاعرنا بصورة دائمة، ففي بعض المواقف، تساعدنا مشاعرنا على كشف الذرائع والادعاءات، وتعمل كرادار داخلي يمنحنا قراءة أكثر دقة وذكاءً لأحداث الموقف الفعلية. من منا لم يمر بهذه المشاعر الحدسية التي تخبرنا بأن "هذا الرجل يكذب" أو أن "هناك شيئًا ما يزعج صديقتي حتى لو كانت تخبرني بأنها على ما يرام"؟ لكن في مواقف أخرى، تستحث المشاعر الأفعال القديمة وتخلط بين إدراكنا لما يحدث في اللحظة الحالية وبين التجارب المؤلمة السابقة. يمكن أن تسيطر هذه المشاعر القوية علينا تمامًا وأن تحجب أحكامنا وأن تقودنا مباشرة إلى المخاطر، وفي هذه الحالات، قد "تفقد السيطرة على مشاعرك" وترمي مشروبك في وجه من يكذب عليك، على سبيل المثال. بالطبع، نادرًا ما يترك معظم البالغين مشاعرهم تسيطر عليهم في الأماكن العامة حتى لا يظهروا أمام العيان بصورة غير ملائمة قد تستغرق أعوامًا حتى يتلاشى أثرها، والأكثر احتمالًا أنك ستورط نفسك بطريقة قد لا تعرضك للنقد العام، ولكنها ستتسلل إليك بصورة تدريجية. يقوم العديد من الناس - في أغلب الوقت - بتفعيل مشاعرهم بصورة تلقائية، مستجيبين إليها بدون وعي حقيقي أو حتى إرادة حقيقية. وهناك آخرون يدركون تمامًا أنهم يبذلون كثيرًا من الجهد وهم يحاولون احتواء أو قمع مشاعرهم، ويتعاملون معها في أحسن الأحوال باعتبارها أحاسيس طفولية وأنها تحمل أسوأ المخاطر على سعادتهم. ومع ذلك هناك آخرون يشعرون بأن مشاعرهم تعوقهم عن عيش الحياة التي يريدونها، خاصة حين يتعلق الأمر بالمشاعر التي نجدها مزعجة ومسببة للمشكلات مثل الغضب والخزي والتوتر، وبمرور الوقت تصبح استجاباتنا تجاه الإشارات الصادرة من العالم الخارجي باهتة وغريبة بشكل متزايد، ما يؤدي بنا إلى الخروج عن المسار الصحيح بدلًا من حماية مصالحنا العليا.
دار النشر
جرير
عدد الصفحات
280
HDJ1693
تمت إضافة الكتاب إلى قائمة المفضلة
Product added to compare.