تعلم من القلب دروس فى الحياة

يفتح مؤلفنا دانيال جوتليب الطبيب النفسي ذائع الصيت الشهير على البرامج "التليفزيونية هذا الكتاب بسؤال:ما معنى أن نكون بشرا؟"". وتتضمن باقي " صفحات الكتاب اجابات هذا السؤال. يصف دانيال بصوته الهادئ التوجيهي الذي حبب فيه ملايين المستمعين والقراء كيف يصل الينا أهم ما نتعلمه في حياتنا على غير توقع، ويقدم بأسلوبه الاشبه بأسلوب رواة القصص دروسا عميقة للغاية، وان كانت رقيقة الاثر، توضح ضعفه الانساني، وكذلك حبه للاخرين، وكرم هؤلاء الاخرين.وهذه الافكار الملهمة يقدمها مؤلف تعرض للكثير من الخسارة والفقدان في حياته منذ اصابته في العمود الفقري مما أصابه بالشلل الرباعي في الثالثة والثلاثين من عمره، بحيث وجد نفسه يتصارع مع الاسئلة التي يطرحها الناس على أنفسهم على مدار أعمارهم. وأثناء اعادته بناء مسيرته وحياته اكتشف دانيال الامور المشتركة بين كل البشر مثل الحنين للحب والفهم والامان، واكتشف أيضا أن سرعة حياتنا لا تؤدي الا الى زيادة ابتعادنا عما نتوق اليه. ودانيال جوتليب كريم للغاية في عرضه وتوضيحه لافكاره ومشاعره التي أثرت على حياة الكثيرين جدا من البشر ويمعن جوتليب التفكير من خلال فصول الكتاب بدءا من ( يتمنا ) الذي يقول فيه ان عمومية الاحساس بالوحدة من شأنها أن تقلل احساسنا بها ونحن المجروحون الذي يقول فيه ان الجروح حتمية ومع ذلك فهي ذات أثر شاف الى ما يراه أبناؤنا الذي يقول الضغوط التي يعاني منها الاباء تؤثر على مستقبل حياة أبنائهم الى امساكي يد أمي الذي يعرض فيه ذكرياته الشجية لوفاة والدته يمعن التفكير في التحديات التي تواجهنا جميعا كبشر ويتأمل أيضا الاحاسيس والمشاعر التي نكبتها بداخلنا في أغلب الاوقات وفي النهاية ينجح دانيال في الاجابة "عن السؤال: ما معنى أن نكون بشر""؟وانني على يقين من أن اجاباته عن هذا " السؤال ستمس قلب كل قارئ لهذا الكتاب وان كانت اجابات مستفزة ومطمئنة .ومحرجة في نفس الوقت