دليل الاذكياء المشتتين للنجاح
دليل الاذكياء المشتتين للنجاح

دليل الاذكياء المشتتين للنجاح

بيج داوسون
متوفر
2,350 دج
لا توجد ضريبة

 
مرة أخرى كانت "جنجر" في موقف حرج؛ فهي لم تكرس وقتا كافيا لتضع اللمسات النهائية على العرض الذي كان مقررا أن تقدمه غدا لعميل محتمل مهم من عملاء التسويق، والآن، الساعة الخامسة إلا الربع، وعليها أن تأتي بابنها من تمرين كرة القدم في خلال خمس عشرة دقيقة، وكان يُفترض أن تعرض "جنجر" برنامج الباوربوينت أمام مشرفتها قبل أن تغادر العمل، ولديها ربما حوالي خمس وأربعين دقيقة من العمل لتنجزه على البرنامج؛ لذا فقد مرت على مكتب مشرفتها لتخبرها بالأنباء السيئة: "كيري، أنا أعلم أنكِ تريدين أن تري ما انتهيتُ إليه قبل أن أغادر، لكن تمرين كرة القدم الخاص بكيفين ينتهي في الخامسة، وأنا لا أستطيع أن أتركه منتظرا. هل بمقدوري أن أُقدم لكِ العمل بحلول التاسعة هذه الليلة؟". لكن "كيري" لم تحاول حتى أن تُخفي استياءها فقالت: "جنجر، هذا يحدث طوال الوقت، وعليكِ أن تعرفي كيف تنظمين وقتك بشكل أفضل، وهذا لا يؤثر على عملك فحسب، ولكنه يؤثر على عملي أنا أيضا. أنا شخص يعمل في الصباح، وبحلول التاسعة أتهيأ للنوم". اعتذرت "جنجر" بأفضل طريقة ممكنة، وجمعت في عجلة أشياءها، واندفعت خارج المكتب، وهي تُهاتف ابنها "كيفين" لتخبره بأنها ستتأخر عنه عدة دقائق. وبينما كانت تقود سيارتها عبر المدينة في الطريق لمدرسة ابنها، كانت تحاول التفكير فيما يجب عليها أن تفعله أيضا هذا المساء. ماذا لديها للعشاء؟ ثم تذكرت أنها لم تخرج حاوية الطعام من المجمِّد، وتساءلت هل ستمانع عائلتها قضاء ليلة أخرى مع الوجبات السريعة عوضا عن ذلك. دخلت "جنجر" المدرسة، وهناك كان "كيفين" في حال بائسة، فقد كان آخر طالب ينتظر أحدا ليوصله للمنزل. فألقى حقيبة ظهره على المقعد الخلفي، وجلس في الأمام وهو يتساءل في غضب: " كيف أكون دائما آخر طفل يتم أخذه للمنزل؟". فاعتذرت "جنجر" له ، ثم حاولت تغيير الموضوع. سألته: "ما الواجبات التي لديك؟" - فهز "كيفين" كتفيه مجيبا: "لقد انتهيت من معظم الواجبات في المدرسة. وقد منحتنا السيدة كلارك أسبوعا إضافيًّا لإنهاء بحث الدراسات الاجتماعية". تساءلت "جنجر" عما إذا كان الأمر كذلك فعلًا؛ ففي آخر مرة أخبرها "كيفين" بموعد نهائي ممتد، اتضح أنه اختلق الأمر برمته؛ لأنه تخلف عن أداء الواجب ولم يُرد أن يعترف بذلك. تجهم وجه "جنجر" عند تذكرها هذه الحادثة، ثم فكرت، في أن هذه لم تكن المرة الأولى التي يتبين لها فيها أن الأبناء في النهاية يشبهون آباءهم. دخلت "جنجر" أحد محلات دجاج كنتاكي وطلبت عشاء. هذا سيفي بالغرض - فأخذت تلوم نفسها فكرت في ذلك، ولاحظت بارتياح أن "كيفين" لم يتذمر . وعندما عادا للمنزل ناولت "جنجر" حقيبة العشاء "كيفين" وطلبت منه أن يأخذها للداخل، بينما حملت هي حقيبة الحاسوب. وبينما كانت ترفع الحقيبة من على المقعد الخلفي، أحست بأن الحقيبة خفيفة بشكل مفزع. فأخذت تلوم نفسها بينما تفتح الحقيبة وتتطلع بداخلها. نعم بالتأكيد، الملفان اللذان كانت بحاجة إليهما كانا موجودين، لكن الحاسوب المحمول لم يكن معهما. الآن، ماذا عليها أن تفعل؟
دار النشر
جرير
عدد الصفحات
312
HDJ3758
تمت إضافة الكتاب إلى قائمة المفضلة
Product added to compare.